الفلسطينيون في رمضان، بين هدنة هشة ومعاناة مستمرة

Publié : 16h11 par RO

الدمار في غزة

مع دخول شهر رمضان، لا تزال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في غاية الصعوبة، حيث يعيش الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية بين أمل التوصل إلى حل ينهي معاناتهم، وخشية عودة الحرب وعرقلة إعادة الإعمار. بينما تستمر الجهود الدولية لإيجاد مخرج سياسي.

مع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة ماذا ينتظر الفلسطينيين

يحل شهر رمضان في الأراضي الفلسطينية هذا العام، والفلسطينيون يعيشون في كل من غزة والضفة الغربية أصعب أوضاعهم الإنسانية، نتيجة  للحرب التي استمرت خمسة عشر شهرًا، وما خلفته من دمار ونزوح وانعدام للخدمات الأساسية. ورغم دخول هدنة حيز التنفيذ في يناير الماضي، إلا أن الوضع لا يزال مأساويًا، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والمساعدات الإنسانية، في وقت تتعثر فيه الجهود الدولية لإيجاد حل دائم.

نهاية المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة

في 19 يناير/كانون الثاني  2025، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي امتدت لـ42 يومًا وشملت تبادل الأسرى وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. تم خلال هذه المرحلة  الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، من بينهم 8 جثث، بينما أطلقت إسرائيل سراح حوالي 1700 أسير فلسطيني من أصل 1900 كان من المقرر الإفراج عنهم.

ومع انتهاء المرحلة الأولى، لم تنطلق المفاوضات بخصوص المرحلة التالية، حيث تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بخرق الاتفاق، ما أدى إلى تعثر الجهود الرامية لإطلاق سراح المزيد من الرهائن وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. وأكدت حماس استعدادها لإعادة جميع الرهائن دفعة واحدة في المرحلة الثانية، لكن الاحتلال لم يبدِ استجابة واضحة لهذا الطرح، مما أدى إلى جمود المسار التفاوضي.

معاناة الفلسطينيين في رمضان

ورغم أن الهدنة أتاحت زيادة دخول المساعدات، إلا أن حماس تتهم إسرائيل بعرقلة وصول المواد الإغاثية والاحتياجات الأساسية إلى السكان، ما أدى إلى استمرار المعاناة الإنسانية. وتفيد  مصادر من منظمات إنسانية أن إسرائيل منعت دخول أي مساعدات إلى القطاع في اليوم الأخير من المرحلة الأولى للهدنة، ما أدى إلى تكدس شاحنات الإغاثة على المعابر الحدودية.

جهود دولية لإيجاد حل

في ظل تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من الهدنة، تتواصل المساعي الدولية لإيجاد مخرج للأزمة. أرسلت إسرائيل وفدًا إلى القاهرة لإجراء محادثات بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، إلا أن هذه المفاوضات لم تحقق تقدمًا ملموسًا. وأكدت الأمم المتحدة، عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش، ضرورة التمسك بوقف إطلاق النار، محذرًا من عواقب انهياره على السكان المدنيين في غزة.

 لتقوم سويسرا بناء على طلب من الأمم المتحدة بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي في جنيف يوم 7 مارس لمناقشة وضع المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. يهدف هذا المؤتمر إلى مناقشة حماية السكان المدنيين وفق اتفاقية جنيف الرابعة، لكنه لن يكون ملزمًا قانونيًا، بل يسعى إلى إعادة التأكيد على القوانين الإنسانية الدولية.

وإن كانت الأمور غامضة في غزة، فإن الأوضاع لم تكن بأحسن حال على الضفة الغربية، حيث تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية، وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت عملية واسعة أدت إلى تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في الشمال. كما قُتل أكثر من 900 فلسطيني في الضفة منذ اندلاع الحرب، بينما قُتل 32 إسرائيليًا في هجمات نفذها فلسطينيون خلال الفترة ذاتها.